نجاح ببصمات إنكليزية:
بعد تأسيسه في العام 1899 على يد الإنكليزي إدواردز (أول رئيس للنادي) تحت إسم ميلان كريكيت أند فوتبول كلوب وحتى اندلاع الحرب العالمية الأولى تمكن ميلان من إحراز ثلاث بطولات دوري.
وكانت البطولة حينها تجري بنظام مختلف عن النظام الحالي الذي بدأ اعتماده في العام 1929…وحينها كانت البطولة تجري بطريقة بلاي أوف بين أبطال المقاطعات الإيطالية وكان الميلان في الحقبة تلك في أفضل حالاته…لكنه اصطدم بعقبة وحيدة تبلورت بخلافات شديدة بين أعضائه وانشقاق البعض منهم عنه ليؤسسوا نادي أنترناسيونالي أو الانتر في العام 1908((يعني الانتر تأسس أثر زعزعة في الميلان!!!!!!!)) وقد أجريت أول مباراة دربي لمدينة ميلانو في 8 تشرين الأول 1908…وفاز بها ميلان بنتيجة (2-1)…وكان أشهر لاعبي الميلان في تلك الفترة رنزو دي فيكي الذي كان يلقب بابن الآلهة ((أستغفر الله)) لمهاراته الكروية الرفيعة.
كسوف كلي:
وقد شهدت الفترة الممتدة بين الحربين العالميتين (1919-1943) كسوفاً كلياً لميلان فلم يتمكن من فرض نفسه على البطولة وعلى الرغم من أنه لم يسقط إلى الدرجة الثانية إلا أنه عاش عصراً مظلماً أبعده عن المراكز المتقدمة في الترتيب و كان أفضل ما حققه هو المرتبة الثالثة في موسمي 37-38 و40-41 ويعود الفضل في ذلك إلى هدافه الكبير ألدو بوفي الذي أحرز لقب هداف الدوري ثلاثة مرات.
غري-نو-لي والعودة للمجد:
وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية نال الميلان قسطه من التطورات العديدة التي شهدتها الكرة الإيطالية…وكان أهمها السماح للأندية بإستيراد اللاعبين الأجانب بعد أن كان ذلك محظوراً عليهم في العهد الفاشي بأوامر من آل دوتشي موسوليني الذي كان يشترط تحدر لاعبي الدوري من دم إيطالي وقد أستقدم ميلان في الخمسينات كماً من أفضل لاعبي تلك الفترة…كان أبرزهم الثلاثي السويدي الكبير المؤلف من غرين ونوردال وليدهولم والمعروف بالثلاثي غري-نو-لي.
وبالرغم من إنضمامه إلى صفوف ميلان بعمر متقدم نسبياً 28 عاماً تمكن نوردال ( 5 مرات هداف الدوري) من فرض نفسه كهداف قل نظيره وذلك يعود بشكل أساسي لقوته البدنية الرائعة وبراعة زميليه غرين وليدهولم..وإلى جانبهم الأورغوياني خوان ألبرتو سيكافينو أحد أفضل لاعبي أميركا الجنوبية على الإطلاق في التمرير وصنع الهجمات…وقد ساهم هذا الرباعي في إحراز ميلان بطولته الإيطالية الرابعة (1951) ومن ثم ثلاثة أخرى قبل إنقضاء العقد (1955 و1957 و1959)).
ومع نهاية هذا العقد شكل قدوم الهداف البرازيلي خوسيه ألتافيني واللاعب الشاب جياني ريفيرا..بداية مرحلة جديدة تمكن ميلان فيها من الهيمنة على الساحتين الإيطالية والعالمية.
عصر ريفيرا الذهبي!!!!!
بقدوم جياني ريفيرا من أليسادريا مر الفريق الأحمر والأسود (روسونيرو) في إحدى أفضل حقباته..فأحرز بطولة الدوري مرتين وحل ي المركز الثاني في 5 مناسبات…ولكن أبرز أنجازاته جاءت على الساحة الدولية…فأحرز في العام 1963 كأس أوروبا للأندية البطلة للمرة الأولى في تاريخه على حساب بنفيكا البرتغالي بطل المسابقتين الماضيتين وذلك بفضل إصابتين لهدافه البرازيلي التافيني بتمريرتين متقنتين من ريفيرا…بعد أن كان متخلفاً بغصابة للاشيء وبشكل لا يصدق حل ريفيرا في تلك السنة ثانياً في استفتاء مجلة فرانس فوتبول الفرنسية لاختيار أفضل لاعب أوروبي فضاعتنه جائزة الكرة الذهبية التي ذهبت للحارس الروسي العملاق ليف ياشين في المرة الوحيدة التي تمنح فيها الجائزة لحارس مرمى!!!!!!
وبعد أن حقق البطولة وكأس الكؤوس ال,روبية في العام 1968…عاد ميلان وأحرز كاس أوروبا للمرة الثانية في العام 1969 بفوزه الكبير على أياكس ونجمه كرويف بنتيجة (4-1) وقام ريفيرا مرة أخرى بدور الممول لبييرينو براتي الذي سجل سجل ثلاثية رائعة وفي ذلك العام بات ريفيرا اللاعب الإيطالي الأول الذي ينال الكرة الذهبية وقد ضم ميلان في صفوفه في تلك الفترة لاعبين كباراً من أمثال البرازيلي خوسيه النافيني والمدافع الألماني كارل هارينتس شنيلينجر الذي سجل إصابة ألمانيا الثالثة في مرمى إيطاليا في نصف نهائي كأس العالم 1970…وجوفاني تراباتوني (الذي أصبح مدرب) والألماني كورت هامرين والبرازيلي أماريلدو والهداف بييرنوبراتي وبالرغم من من انتظاره قرابة عقد كامل حتى ليفوز مجدداً بالبطولة فقد حل ميلان في المركز الثاني في الدوري في ثلاث مناسبات متتالية في اوائل السبعينات وأحرز كأس الكؤوس الأوروبية للمرة الثانية (1973) بالإضافة إلى كأس إيطاليا في ثلاثة مرات وكأس الأنتركونتيننتال (1969)…وقد فرض ميلان نفسه ومن خلال تلك الفترة الذهبية كأكثر الأندية الإيطالية تحقيقاً للإنجازات على الساحة الدولية…لكن وصول ريفيرا إلى سن الإعتزال وإغلاق الحدود الإيطالية أمام اللاعبين الأجانب بالإضافة إلى إستئثار كل من يوفنتوس والأنتر بأفضل المواهب الإيطالية…أدت مجدداً إلى دخول ميلان في فترة من الظلام الدامس.